ترينالي الشارقة للعمارة 02
جمالية المتغيّر:
عمارة التكيّف
يكشف واقع العلاقة الحالية بين العمارة والبيئة الطبيعية ملامح تاريخنا المحلي والعالمي، إذ يضع الاستدامة والعدالة ضمن الأولويات التي كان يجب أن يعاد النظر فيها منذ فترة طويلة. وانطلاقاً من السياق الذي أتيت منه، نيجيريا، حيث نجد أن التزاحم على أفريقيا أدى إلى ترسخ جذور الاستعمار، كما أدى انتشار عمليات استخراج الموارد الطبيعية عبر القارة إلى محدودية وتيرة التنمية للقرون التي تلت ذلك، كما خلقت وفرضت جزءاً من الانقسام الذي نعرفه اليوم باسم الجنوب العالمي والشمال العالمي.
إن حالة الندرة في الجنوب العالمي خلقت ثقافة إعادة الاستخدام وإعادة التخصيص والابتكار والتعاون. وتقدم هذه الممارسات نموذجاً جديداً للتفكير، نموذجٌ نشأ من القلة بدلاً من الوفرة، نموذجٌ يستخدم المواد الطبيعية مع الإدراك بأن الترميم وإعادة البناء هي أمور أساسية وطبيعية ومحبذة. ويحتفي هذا النموذج بفكرة الزوال والمتغيّر، إذ لا يمكن لأي شيء أن يوجد كما هو بشكلٍ دائم، ويجب أن يتأقلم كل شيء في بيئتنا مع ظروف الندرة كي يتماشى مع واقعنا واحتياجاتنا – الأمر الذي يخلق بدوره عمارة متطورة ومتجددة.
شارك هذا الحدث في صفحتك الخاصة