يتأمل معرض هدوء غامر الدور الحميمي الذي تلعبه العمارة في حياتنا، ويستعرض أعمال بعض أهم المعماريين اليابانيين وفنان يستخدم المفاهيم التقليدية لتكوين فضاءات فعلية يتردد فيها صدى الحديث والمعاصر. وعلى الرغم من النظرة التقليدية للعمارة على أنها مساحة للاحتواء، إلا أنها تكون موجودة بمعزل عن العالم الخارجي، لكنها تدخل في الوقت ذاته في حوارٍ مع بيئته المحيطة.

يستمد معرض هدوء غامر إلهامه من شاعر القرن الثالث عشر كامو نو تشومي، ويتطلع إلى الكوخ، أو المنسك، كنموذج أولي يُظهر الجوانب الروحانية الخفية في العمارة اليابانية. تنسّك تشومي بعد تعرّضه لمجاعة وكارثة طبيعية وحرباً ضروس، وانزوى إلى كوخٍ صغيرٍ آيلٍ للسقوط نقله إلى ضفاف نهر كامو. منح هذا الملاذ المتنقّل تشومي مكاناً هادئاً للتأمل، ومساحة لنيل السكينة، معزولاً عن العالم الخارجي، إنما متّصلٌ بالبيئة المحيطة من خلال إدراكه الحسي. يعاين المعرض المشاريع المعمارية منذ القرن الثالث عشر حتى الوقت الحاضر، من منظور تاريخي وآخر معاصر، انطلاقاً من ثيمتين رئيسيتين هما السكينة والاتصال.

يعدّ هذا المعرض ثالث سلسلة رباعية من المعارض التي قيمتها يوكو هاسيكاوا لصالح مؤسسة الشارقة للفنون، ويستعرض أفكاراً يتردد صداها في هذه الأوقات العصيبة للجائحة التي جعلت من البقاء في المنزل “واقعاً جديداً”، وخلخلت اتصال الناس بعالم خارجي يبدو مثقلاً بالصعوبات والمخاطر والكثير من الاحتمالات المجهولة. معرض هدوء غامر هو عبارة عن مقترح للانزواء وتأمل احتمالات الحياة الجديدة وأنماط الوجود الإنساني.

رابط موقع الفعالية هنا.