تتخذ الفنانة لبينا حميد الحاصلة على وسام “الرتبة الإمبراطورية البريطانية فائقة الامتياز” وخريجة الأكاديمية الملكية للفنون في لندن، من ساحات وأروقة المباني الفنية في ساحة المريجة فضاءً لعرض أعمالها في مؤسسة الشارقة للفنون.

استغرق تطوير معرضها الأول في المنطقة سنوات عديدة، وجاء نتيجة تعاونها مع ماجدة ستاوارسكا التي تتمتع بشهرة عالمية بفضل ممارستها القائمة على مبدأ “الإصغاء الداخلي”، وهي عملية مشتركة تنطوي على الإنصات للمدن، حيث يفضي تعاونهما معاً إلى تجليات عديدة تشمل وسائط متنوعة، على غرار التكليفات الأربعة الجديدة المشاركة في هذا المعرض.

يتأسس “زمن متضافر/ مياه عميقة” على المشهد العمراني والصوتي لإمارة الشارقة، بالتوازي مع ما تستحضره المدينة من مشاعر مرتبطة بكونها متاخمة للبحر. ثمة، في قلب المعرض، عرض متخيل يحمل عنوان “زنجبار” (1998-2023)، وهو عبارة عن سلسلة من اللوحات رسمتها حميد داخل عمل تركيبي صوتي أنشأته ستاوارسكا.

تعيد الفنانة في “زنجبار” صياغة رحلات العودة الموازية للعمر، على شكل لقاء حسي مع الزوار المدعوين للاستماع والتجوال، بغية اختبار ذاكرة تتكشف أمامهم. في مكان آخر من المعرض، أحدثت الفنانة حركة في الأشياء المجمّعة لتظهر وكأنها منحوتات، ما يقود المتفرجين إلى معالم جغرافية على ارتباط بالبحر.

وأثناء التجول في الأروقة، يمكن للزوار استكشاف الطقوس اليومية إلى جانب تفاعل الفنانة المتواصل مع اللغة وإظهار تجسيداتها المحتملة. في “زمن متضافر/ مياه عميقة”، يجد الأرشيف الشخصي مجاله الحيوي في ضوء الشارقة المتغير من خلال كلمات وأصوات وأغانٍ.

المعرض من تقييم عمر خليف مدير المقتنيات وقيم أول في مؤسسة الشارقة للفنون، الإمارات العربية المتحدة.